مؤتمر دمشق… النظام فشل والروس وجّهوا رسائلهم
فشل مؤتمر النازحين السوريين الذي عُقد في دمشق من كل النواحي، إلا أنه نجح في أمر واحد وهو قول روسيا “انا هنا” وانا من أقرّر في سوريا.
من الناحية السياسية، فان الفشل طاول مستوى المشاركة إذ إن معظم الدول العربية الفاعلة والاوروبية والولايات المتحدة الاميركية قاطعت هذا المؤتمر، وبالتالي لم يستفد النظام السوري من مؤتمر كهذا لتعويم نفسه، بل ظلت المقاطعة على حالها وبقي النظام السوري في عزلته.
أما من الناحية الإقتصادية، فالجميع يعلم أن عودة النازحين السوريين وإعادة إعمار سوريا تحتاجان إلى اموال ضخمة لا تؤمنها إلا الدول الخليجية والاتحاد الأوروبي وواشنطن، وحتى الساعة ترفض هذه الدول دفع دولار واحد طالما الرئيس بشار الأسد على رأس الجمهورية السورية، ولم تصل الأمور إلى تسوية سياسية شاملة.
إذاً لم يستطع النظام السوري إثبات حضوره عربياً ودولياً، وبما أن روسيا هي من أكثر الدول الداعمة لهذا المؤتمر، فانه لا بد من قراءة لما حصل وإنعكاسه على الدور الروسي في سوريا والمنطقة.
وفي السياق، تؤكّد مصادر ديبلوماسية لـ”نداء الوطن” أن “المؤتمر كان شكلياً والهدف منه تأكيد دور روسيا في المنطقة وأنها تمسك الملف السوري في كل تفاصيله وتشعباته ومن ضمنها ملف النازحين”.
وتوضح المصادر أن الروس كانوا يعلمون ان لا حظوظ لنجاح مؤتمر دمشق لأن الغرب والدول العربية يعارضونه، لذلك أرادوه مؤتمراً لتوجيه رسالة واضحة لكل الموجودين على الساحة السورية، من أميركا الى الغرب وأيضاً تركيا وايران، مفادها أن موسكو هي من تمسك الساحة السورية وليس أي دولة او قوة أخرى”.
وتلفت المصادر إلى أن وزارة الدفاع الروسية هي من عملت على هذا المؤتمر اكثر من وزارة الخارجية وأصرت على عقده، وإصرار “الدفاع الروسية” عليه يبعث برسائل في أكثر من إتجاه وأبرزها أن الأرض السورية هي للقوات الروسية، ومن ناحية ثانية فانها تريد هذا المؤتمر كقاعدة انطلاق وكأول مؤتمر ينعقد في دمشق، كذلك من أجل القول إن الأسد هو أمر واقع، وإذا أردتم التخلّص منه فعليكم مفاوضتنا، ولن يكون رفع الغطاء عنه من دون مقابل.
تعتبر روسيا هي من تدير اللعبة في سوريا وليس نظام الأسد، أما لبنان الرسمي فشارك في المؤتمر، في حين أنه سلطة معزولة تعلم جيداً أن الأسد لا يريد عودة النازحين، بينما مسايرة روسيا في هذا الموضوع لا تنفع لأن حسابات موسكو على الساحة اللبنانية مختلفة كثيراً عن حساباتها على الساحة السورية.
وفي هذا الإطار، كانت موسكو تتمنى فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب صديق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأن علاقاتها مع الديموقراطيين سيئة، والجميع يتذكر إتهامات المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في العام 2016 بأنّ الروس تدخلوا لصالح ترامب، لكن بوتين ينتظر صدور النتائج الرسمية لتهنئة الفائز ويتريث في تهنئة المرشح جو بايدن.
وأمام كل ما يحصل، فان خروج ترامب يضعف الآمال باعادة إحياء إتفاق هلسنكي الذي عقده مع بوتين في تموز 2018 والذي تم الإتفاق خلاله على عودة النازحين، لذلك يبقى الترقب سيد الموقف مع ما ستحمله الأيام المقبلة من واشنطن.
الان سركيس – نداء الوطن