كم يعيش فيروس كورونا على البلاستيك والزجاج والورق والمنسوجات والمعادن؟

في المنزل ومع جائحة كورنا، قد تصاب بالخوف والتوتر والقلق بشأن الطريقة المثلى لتعقيم الأثاث، فكيف تقضي على الفيروس في المنزل؟ وكيف تتعامل مع مخاوفك ومشاعرك السلبية في خضم الوباء؟ وكم يعيش الفيروس على الأسطح؟ وهل يقتله الخل الأبيض؟ هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها في هذا التقرير.

دعنا نبدأ من التعقيم، إذ من الأفضل في خضم الجائحة المنتشرة عالميا أن تحرص على تنظيف منزلك وتعقيمه جيدا للقضاء على فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد-19″، وتجنب انتقال العدوى.

وفي هذا التقرير -الذي نشرته صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية- تستعرض الكاتبة إيزابيل كون عددا من النصائح القيّمة لتعقيم المنزل.

كم يعيش الفيروس على الأسطح؟
تقول الكاتبة إن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يعيش كالتالي:

من يومين إلى 6 أيام على الأسطح البلاستيكية.
5 أيام على الزجاج أو السيراميك.
من 3 إلى 5 أيام على الفولاذ المقاوم للصدأ.
يوم واحد على الورق المقوى والورق العادي.
12 ساعة على المنسوجات.
من ساعتين إلى 8 ساعات على الألومنيوم.
4 ساعات على النحاس.
ومع ذلك، حتى لو بقي على الأسطح طوال هذه المدة، فإن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون معديا.

ويؤكد الدكتور فيليب كارينكو -الاختصاصي في مركز هيير الطبي جنوب فرنسا- أنه “لكي تصاب بالعدوى، ينبغي أن تتوفر شروط معينة. وفي جميع الحالات تكون الأيدي هي الناقل للفيروس، لذلك فإن غسل اليدين يكسر بشكل فعال سلسلة العدوى”.

مواد التنظيف
في معظم الأحيان يكون استخدام مواد التنظيف كافيا للقضاء على فيروس كورونا -واسمه العلمي سارس كوف 2- إذ إن الغلاف الخارجي للفيروس يتحلل بمجرد تعرضه للمؤثر السطحي الموجود في مواد التنظيف.

ووفقا للدكتور فيليب كارينكو “يلعب الغلاف الخارجي دورا حاسما في نقل العدوى، وبواسطته يتمكن الفيروس من التسلل إلى الخلايا”. ويضيف أن هناك أدلة علمية على أن مواد التنظيف أظهرت فعالية في قتل الفيروس في غضون 15 دقيقة داخل المختبرات.

لكن كارينكو يشدد على أن تعقيم المنزل يصبح ضروريا في حال كان أحد أفراد العائلة مصابا بالفيروس، ويوضح في هذا السياق “من الضروري تنظيف المنزل أولا، وإلا من المحتمل أن لا يكون التعقيم مجديا، حيث تكون البكتيريا والفيروسات محمية بالأوساخ، وحينها لا يكون المطهر فعالا ضدها”.

لذلك يوصي الخبراء بأن يكون التنظيف على 4 مراحل: تطهير ثم شطف ثم تعقيم ثم شطف مرة أخرى. ويؤكد الخبراء أن عملية الشطف مهمة ولا ينبغي التغاضي عنها لأنها تزيل بقايا المعقمات والمطهرات على الأرضيات، حتى لا تُعرّض صحة الأطفال والحيوانات للخطر.

كيف يتم التعقيم؟
يعد المبيّض هو المطهر الأكثر استخداما، وقد أكدت منظمة الصحة العالمية منذ شهر ديسمبر/كانون الأول 2019 أنه مضاد فعال للفيروسات. وحتى اللحظة الراهنة لم يجد الخبراء أي فيروس مقاوم للمبيض، لكن بشرط أن يبقى على الأسطح لفترة لا تقل عن 5 دقائق.

وينبغي الحذر عند استخدام المبيض، حيث لا يُنصح بتخفيفه بالماء الساخن أو خلطه بمنتجات أخرى، لأن ذلك قد يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة، وقد يصبح الخليط خطيرا على صحة الإنسان.

ويمكن أن يسبب المبيض حروقا على الجلد، لذلك ينبغي ارتداء قفازات منزلية عند استعماله. بالإضافة إلى ذلك، تعد مدة صلاحية هذه المواد قصيرة لا تتجاوز يومين في حال تم خلطها بالماء، و3 أشهر بعد فتح عبوة صغيرة، و6 أشهر للعبوة الكبيرة.

ومن وسائل التعقيم الفعالة الأخرى استخدام الكحول الذي لا يترك أي بقايا على الأسطح ولا يحتاج إلى الشطف. كما يعد التنظيف بالبخار ودرجات الحرارة المرتفعة وسيلة آمنة، حيث لا يستطيع “سارس كوف 2” أن يعيش أكثر من 5 دقائق عند 56 درجة مئوية.

وبالنسبة إلى المناديل المبللة، فإن الأنواع المطابقة للمعيار الأوروبي للتعقيم هي الفعالة في مكافحة الفيروسات ذات الغلاف الخارجي، وفقا للكاتبة.

وتؤكد الكاتبة أن الخل الأبيض غير فعال ضد فيروس كورونا المستجد، لأنه مقاوم للأحماض، على عكس الفيروسات الأخرى التي يقضي عليها الخل الأبيض.

كيف تتعامل مع الأثر النفسي لجائحة كورونا؟
ننتقل إلى المشاعر، إذ تنتاب الكثير من الأفراد مشاعر متضاربة إزاء الأوضاع الجديدة السائدة جرّاء جائحة كورونا، والتذبذب المتواصل في الأرقام المتعلقة بها، والتغيّر المستمر في كل من القيود المفروضة من الحكومات بسبب الجائحة، ونصائح الخبراء المتعلقة بطرق التعامل مع الظروف الراهنة.

وأوصى الاستشاري النفسي في كليفلاند كلينك -الدكتور سكوت بيا- باتخاذ تدابير وممارسة أفعال والحصول على أشياء تولّد الشعور بالإيجابية، بجانب التواصل مع أفراد “يجلبون الإيجابية إلى حياتنا”.

وقال “لعلّ من المفيد أن نسأل أنفسنا عما يمكننا فعله في يومنا الحالي أو في الأيام المقبلة، وعما قد يسهم في إحداث التغيير المطلوب في مشاعرنا وفي حياتنا، وعن الأشياء التي تساعدنا على التمتع بمزاج جيد، وربما عن الأفراد الذين يمكن أن يساعدوا في رفع معنوياتنا بدل أولئك الذين يعزفون على وتر الكآبة”.

ولفت الخبير النفسي إلى أن حالة عدم اليقين التي يعيشها العالم اليوم يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالقلق، مؤكّدا أن الجهل بمستقبل الأحداث قد يولّد مشاعر صعبة كالإحباط، والتي بدورها تدفع الأفراد إلى الانطواء والاستسلام.

وأوصى الدكتور بيا بالتعامل مع الأوضاع الراهنة “يوما بيوم” بدل التطلع بعيدا إلى مستقبل يحفّه الغموض الشديد. وأضاف “إذا كنت تشعر بالإحباط فحاول أن تأتي عكس رغباتك، فإذا كنت ترغب بالبقاء في الفراش، انهض وحرّك جسمك، وإذا رغبت في الانطواء على نفسك، قاوم هذه الرغبة وحاول التواصل مع صديق”.

تقديم الهدايا
وأوضح أن تقديم الهدايا إلى الآخرين يمكن أن يعزز مزاج المرء، معتبرا أنها وسيلة لإحداث تأثير إيجابي قوي في مشاعر الآخر وبالتالي تحسين مزاجه ورفع معنوياته. وأضاف “يمكن في الواقع لتقديم الهدية إلى شخص ما أن يعود علينا أنفسنا بأضعاف الأثر النفسي الإيجابي، فتقديم الهدايا ينشط كيمياء الإيجابية في الإنسان”.

ومضى إلى القول “قد يكون هذا الوقت مناسبا لتوجيه طاقتنا نحو خلق عادات صحية حميدة، فلنصبر ونتذكّر أن ترسيخ عادة ما لدى المرء يستغرق 66 يوما فقط”.

من ناحية أخرى، قال الدكتور بيا إن تبدل الفصول يدفع البعض إلى الشعور بما يُعرف بـ”الاكتئاب الموسمي”، لافتا إلى أن الشهور المقبلة قد تحوّل الاكتئاب منخفض الدرجة الذي يشعر به العديد من الأفراد بسبب القيود التي فرضتها الجائحة إلى صراع نفسي حقيقي.

وأضاف “إذا كنا نشعر ببعض اليأس ومررنا بتغير في الفصول، فإن أولئك الذين يعانون الاضطراب العاطفي الموسمي قد يواجهون تحديا شديدا”.

ورأى الطبيب النفسي أن اتباع النصائح الآتية يمكن أن يعود على المرء بالمنفعة:
ممارسة التمارين البدنية: أيا كان نوع التمارين البدنية فإنها تُحدث أثرا إيجابيا في الحالة المزاجية للمرء.
الحفاظ على الروابط الاجتماعية: من الجيد التخطيط لإدامة الروابط الاجتماعية، فالتفاعلات مع أفراد العائلة والأصدقاء سواء عبر الإنترنت أو خلال الأنشطة الخارجية وضمن الشروط التي تحقق التباعد الجسدي يمكن أن تكون مفيدة.
تنظيم الوقت: يعدّ الانشغال بجدول منظم مفيدا، فثمّة علاج بيولوجي جيد للاكتئاب يُدعى “جدولة النشاط”. وإذا كان بوسع المرء جدولة وقته وشغله بأنشطة هادفة وترفيهية وشخصية شريطة الالتزام بها، فإن ذلك سيكفل له إخراجه من بؤس المشاعر السلبية إلى واقع معيشي إيجابي، وهو أمر يغيّر ما يفعله الدماغ بيولوجيا”.
المصدر : الألمانية + لوفيغارو

اضغط للقراءة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى