جولة الصباح الاخبارية: جنون “الدولار” وغضب الشارع ينذران بـ”كارثة”.. السلطة غائبة والحكومة على المشرحة

م تكن عطلة نهاية الأسبوع هادئة على اللبنانين، على وقع الارتفاع الجنوني المستمر لسعر صرف الدولار في السوق الموازية، ما دفع بعدد من المواطنين الى النزول الى الشارع للتعبير عن غضبهم، في حين تتجه الأنظار اليوم الى الأسواق والمتاجر والسوبرماركت وكل القطاعات التجارية والإنتاجية وما اليها لترصد الارتفاعات المطردة في أسعار السلع كافة ربطا بتحليق أسعار الدولار الذي بات عمليا بلا رادع وبلا سقف، بحسب “النهار”.

في هذا الوقت، لا تزال الأزمة السياسية تسيطر وبقوة على الواقع المأزوم الداخلي، على وقع استمرار التخبط والأخذ والرد حول الحصص وحرق المبادرات تلو الأخرى، والتي كان آخرها مبادرة الرئيس نبيه بري.

واليوم يحط الملف اللبناني على الطاولة الروسية حيث تبدأ زيارة وفد حزب الله برئاسة النائب محمد رعد اليوم الى موسكو، ومن المقرر ان يلتقي اليوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما سيلتقي الوفد أيضاً مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الخاص لشؤون الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، فضلاً عن لقاءات مع ممثلي البرلمان الروسي في زيارة سوف تستمر 4 أيام سيناقش الوفد خلالها قضايا إقليميّة أولها الملف السوري والوضع اللبناني، على ما ذكرت “البناء”.
الواقع السياسي منكفئ
في أي حال عكس الواقع السياسي المنكفئ عن كل المحاولات الجدية لإنعاش جهود تاليف الحكومة ريبة متنامية حيال مجريات الانهيار وارتباطها أولا وأخيرا بأزمة تعطيل تاليف الحكومة الجديدة بما يثير مزيدا من الشكوك المشروعة في نيات الفريق المعطل الذي يتلطى وراء ذرائع لم تعد تنطلي على أي جهة خارجية بدليل اتساع الانتقادات العلنية والضمنية لدول معنية مباشرة بالجهود المتصلة بلبنان كفرنسا وروسيا وبريطانيا للسلطة الحاكمة في تفرجها على الانهيارات الحاصلة وعدم تخليها عن المعاندة السياسية، بحسب “النهار”.

فحتى الساعة، لا تزال اتصالات التأليف الحكومي تدور في الحلقة نفسها، فلا حكومة في المدى المنظور وفق مصادر مطلعة على مسار الوساطات لـ “البناء”، فملف التشكيل لا يزال غير محسوم حتى الساعة عند الأطراف المتنازعة، المفاوضات التي حصلت في الأيام الماضية لم تصل الى نتيجة، وطرح الرئيس نبيه بري لم يلقَ الصدى المطلوب. وفي هذا الاطار، علمت “الشرق الأوسط” من مصادر سياسية وثيقة الصلة بالأسباب الكامنة وراء استمرار تعثُّر تأليف الحكومة أن المعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” حسين خليل التقى أول من أمس باسيل في محاولة لإقناعه بالسير في المبادرة التي يستعد الرئيس بري لإطلاقها، لكنه لم يفلح في “تنعيم” موقفه، مع أن مبادرته تنطلق من عدم إعطاء الثلث الضامن لأي طرف، وتأخذ في الاعتبار بأن يُترك له إيجاد تسوية لحل الخلاف حول وزارة الداخلية على أن تُشكّل الحكومة من 18 وزيراً.

وقالت المصادر إن الرئيس بري أُحيط علماً من خليل بأنه لم ينجح في أن ينتزع من باسيل موافقته على المبادرة التي يدرس رئيس المجلس إطلاقها، خصوصاً أن الرئيس المكلّف سعد الحريري يبدي مرونة في التعاطي معها، ما دام أنها لا تشكّل التفافاً على المبادرة التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان.

وفي هذا السياق، كشفت المصادر لـ”اللواء” ان حزب الله تواصل الخميس الماضي مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وابلغه بضرورة الاسراع بتجاوز الخلافات القائمة لتشكيل الحكومة استنادا لمبادرة بري، على ان تكون الحكومة الجديدة من ١٨ وزيرا، لا يكون فيها الثلث المعطل لاي طرف كان على ان تكون حصة رئيس الجمهورية خمسة وزراء اضافة الى وزير الطاشناق ويتم حل مشكلة الداخلية والعدلية بالتفاهم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وبمسعى من بري شخصيا، ان كان من خلال تسمية رئيس الجمهورية لشخصية موثوقة للداخلية، يوافق عليه الحريري والعدلية شخصية يسميها الرئيس المكلف ويوافق عليها عون او اي صيغة مقبولة تنهي هذه المشكلة بالتفاهم. وكشفت المصادر ان الحزب ابلغ باسيل انه لم يعد بالامكان ضبط حركة الشارع الذي يتفلت بسرعة قياسية،وذاكرا التظاهرات التي تحصل بالجنوب والبقاع والشمال وبيروت.

واشارت المصادر الى ان تململ باسيل مما تبلغة من الحزب وحاول الايحاء بأن هذا الموقف الجديد وكأنه بمثابة تخل الحزب عنه لمصلحة الحريري وبالطبع كان الجواب النفي التام وبان موجبات إنقاذ البلد تتطلب تسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الحكومية باقصر وقت ممكن، لاسيما وان الضغوطات الخارجية تتزايد وتربط تقديم المساعدات المالية بتشكيل الحكومة الجديدة. وتوقعت المصادر ان تتسارع وتيرة الاتصالات والمشاورات في الساعات المقبلة بين المعنيين لاحداث ثغرة بعملية التشكيل، كون الضغط الشعبي الداخلي، يواكبه ضغط خارجي،ان كان بالمواقف المباشرة كما صدر عن وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان او عبر البيان الذي اصدرت مجموعة الدعم الدولي للبنان مؤخرا او في الالحاح الروسي الداعم لتسريع تشكيل الحكومة العتيدة، في حين تبقى العبرة بتنفيذ هذه الرغبات والتوجهات من قبل رئيس الجمهورية وفريقه السياسي.

في المقابل، كانت لافتة الـ”رسالة” المضادة التي وجهها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للرئيس المكلف، والتي أكد فيها على أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون “لازم يعمل شي” في مواجهة هذا المخطط، إن كان بالدعوة إلى “استشارات أو مشاورات جديدة” في قصر بعبدا، أو بتوجيه “رسالة” إلى مجلس النواب للبحث في سبل إيجاد مخرج لأزمة “التكليف والتأليف”.

المصدر: لبنان ٢٤

اضغط للقراءة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى