بشارة بطرس الراعي.. بطريرك يسعى لتخليص لبنان من الطائفية

قبل عقدين تقريباً، قاد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله صفير، معركة المطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان، فالتف حوله اللبنانيون، بشتى طوائفهم، حتى خرجت القوات السورية، بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، واليوم يقود خليفته البطريرك مار بشارة بطرس الراعي المطالبات بنزع سلاح حزب الله، وإنقاذ الدولة اللبنانية، بحسب مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.

وأشارت المجلة إلى الكلمة التي ألقاها البطريرك الراعي من شرفة الكنسية المارونية في بكركي، نهاية فبراير الماضي، وقال فيها إن «نزع سلاح حزب الله هو السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان، الذي بات على شفا الانهيار، فلا توجد دولتان أو 3 دول على أرض دولة واحدة، ولا يوجد أكثر من جيش واحد لأي دولة موحدة».

الدعوة لإنقاذ لبنان

وذكرت المجلة أن كلمة البطريرك الراعي كانت أكثر من كونها خطبة وطنية، أو عظة أخلاقية، وكان حريصاً على عدم الانتقاد المباشر لحزب الله أو إيران، وصاغ رؤيته في مبادرة سياسية واسعة، من أجل إنقاذ لبنان، في حين جاءت دعوته بمثابة تحد مباشر لحكام لبنان الحاليين، من مختلف الطوائف.

وأوضح التقرير أن مطالبة البطريرك الراعي بجعل لبنان دولة محايدة دستورياً، مثل السويد وبلجيكا خلال صراع القوى الكبرى في أوروبا، يشير بشكل واضح إلى تداعيات تحالف حزب الله مع كل من إيران، ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وطلب أيضاً من المتظاهرين «عدم السكوت على السلاح غير الشرعي، وغير اللبناني، محذراً من الانقلاب على الدولة وعلى النظام اللبناني».

توحيد الطوائف

وأشار التقرير إلى أن البطريرك الراعي وجه كلمته لجميع اللبنانيين، بغض النظر عن الدين، أمام حشود كان من اللافت أنها ضمت العديد من الشيوخ المسلمين في مقدمة ووسط الحاضرين، وإن كان أغلب الحشود من حزب «القوات اللبنانية» المسيحي، الذي كان يقوده سمير جعجع في الحرب الأهلية اللبنانية في الثمانينات.

ونقل عن الوزير المسيحي السابق والذي يقوم بالتنسيق وتقديم المشورة مع مجموعة من السياسيين إلى البطريركية، سجعان قزي، قوله: «مطالب البطريرك الراعي تتضمن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 المطالب بنزع أسلحة الميليشيات في لبنان، والبطريرك يرفض وجود ترسانة أسلحة حزب الله، الذي يعرقل المؤسسات اللبنانية، وينفذ مشروعاً لخدمة مصالح إيران».

ولفت تقرير المجلة إلى رفض زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصرالله لمطالب البطريرك الراعي بعقد مؤتمر دولي للبنان، تحت إشراف الأمم المتحدة، حيث اعتبر نصرالله أن التدخل الدولي في لبنان سيكون بمثابة «إعلان حرب»، قد تدفع البلاد إلى الحرب الأهلية.

وأشار إلى انطلاق مباحثات بين حزب الله والبطريركية المارونية، وسط إعلان بعض أنصار البطريركية استعدادهم للحرب، رغم أن ميزان القوى يميل بشدة لصالح حزب الله.

وذكر التقرير أن الدولة اللبنانية التي احتفلت العام الماضي بمرور 100 عام على تأسيسها، تقع اليوم في دوامة أزمة اقتصادية طاحنة، لها تداعيات سياسية واجتماعية خطيرة وواسعة النطاق، بينما يقول البطريرك الراعي إنه يعمل من أجل إنقاذ قدرة لبنان على الحياة كدولة، ويسعى الراعي كمن سبقوه على رأس البطريركية في بكركي، للتوسط بين النخب السياسية اللبنانية، خاصة ما بين رأس الطائفة السنية، رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، والرئيس اللبناني ميشيل عون المتحالف مع حزب الله.

اضغط للقراءة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى