قطر والسعودية وتونس والمغرب.. قراءة بحظوظ المنتخبات العربية في كأس العالم
4 منتخبات عربية تأهلت إلى كأس العالم في قطر، وهو رقم قياسي كان قد تحقق في مونديال روسيا 208. وكان الوجود العربي سيصل إلى 6 منتخبات لو استطاعت مصر والجزائر تخطي الملحق المونديالي الفاصل.
ولكن بما أننا أمام 4 منتخبات وقع كل منها في مجموعة، أي أننا لن نشهد أي مواجهة عربية خالصة أو نضمن تأهلا للدور الثاني من مجموعة تضم أكثر من منتخب عربي، نحاول قراءة حظوظ كل منتخب على حدة، وإمكانياته وقدرته على التأهل إلى الدور الثاني أو حتى تجاوزه والمضي قدما والظفر بلقب الحصان الأسود.
نبدأ مع منتخب قطر الذي يلعب في المجموعة الأولى إلى جانب الإكوادور والسنغال وهولندا، وسيقص شريط الافتتاح الأحد المقبل في مواجهة الفريق القادم من أميركا الجنوبية.
واللافت أن “العنابي” يتدرج في صعوبة مواجهاته مع فرق المجموعة، كما يلعب مع 3 مدارس كروية مختلفة (أميركا الجنوبية وأفريقيا وأوروبا).
فمواجهة العنابي للإكوادور لن تكون غريبة عليه، فقد تواجها 3 مرات (خسر العنابي مرة وفاز مثلها وتعادل في أخرى).
وفي أرقام المنتخبين يظهر أنهما متقاربا المستوى إلى حد كبير، فمنتخب قطر يحتل المركز الـ 50 في تصنيف الفيفا مقابل 44 للإكوادور التي خرجت من الدور الأول من المونديال 3 مرات.
وفي ثانية مواجهات الدور الأول، على منتخب قطر بطل آسيا مواجهة السنغال بطلة أفريقيا المدججة بالنجوم على رأسهم كوليبالي وساديو ماني وإدوارد ميندي.
ومقابل هذه الجودة الكروية التي يتمتع بها لاعبو السنغال، فإن عاملي الأرض والجمهور قد يكونان حاسمين لمنتخب “الأدعم” في مباراته الثانية.
ولم يتواجه المنتخبان من قبل، ولكن الأرقام تظهر تفوق “أسود الترانغا” على منتخب قطر. ولكن قد ينجح العنابي في الصمود وتحقيق نتيجة إيجابية.
المباراة الثالثة والأخيرة لمنتخب قطر في دور المجموعات هي الأصعب، ولهذا يجب على العنابي إذا أراد المرور إلى الدور الثاني تحقيق نتيجتين إيجابيتين في المباراتين الأوليين.
والأرقام تشير إلى تفوق كبير -على الورق- لمنتخب “طواحين الهواء” على العنابي اللذين لم يلتقيا في السابق لا رسميا أو وديا.
وفي الخلاصة حتى يتأهل منتخب قطر إلى الدور الثاني عليه تحقيق فوزين أو فوزا وتعادلا، ثم ينتظر نتائج المنتخبات الأخرى.
السعودية في المجموعة الثالثة
تبدو مهمة السعودية أقرب إلى المستحيل للتأهل إلى الدور الثاني خاصة في ظل وجود منتخبات من طينة الأرجنتين المرشحة للقب، وبولندا بقيادة الهداف روبرت ليفاندوفسكي، والمكسيك الخبيرة في المونديال والتي شاركت فيه 17 مرة.
وقد تكون المباراة الأولى للمنتخب السعودي صاحب المركز الـ 51 في تصنيف الفيفا ضد الأرجنتين مباراة يختبر فيها “الأخضر” نفسه، وخاصة بعد رحلة إيجابية في المباريات الودية بينها الفوز على آيسلندا والتعادل مع بنما والخسارة بهدف نظيف أمام كرواتيا.
وإذا كانت مواجهة رفقاء ميسي صعبة فقد يستطيع المنتخب السعودي الصمود أمام رفقاء ليفاندوفسكي وتحقيق نتيجة إيجابية، على أن تكون مواجهة المكسيك صاحبة الأداء المتذبذب الآونة الآخيرة فرصة للظهور وتحقيق الفوز.
بعبارة أخرى تبدو مهمة “الصقور الخضر” صعبة وتأهلهم إلى الدور الثاني شبه مستحيلة، ولكن لا أحد يعرف ماذا تخبئ كرة القدم.
تونس في المجموعة الرابعة
وإلى منتخب عربي آخر وهو منتخب تونس المنتشي من فوز على إيران بهدفين دون رد في آخر مواجهة ودية قبل انطلاق المونديال القطري، فإنه يلعب في المجموعة الرابعة إلى جانب فرنسا بطلة العالم والدانمارك وأستراليا.
بداية تونس ستكون مع المنتخب الدانماركي الذي يرشحه خبراء ومحللون ليكون الحصان الأسود في البطولة، ولكن الفريق الذي يحتل المركز العاشر في تصنيف الفيفا ليس لديه تاريخ كبير في كأس العالم ولكنه فاز ببطولة أوروبا 1994 وقدم مستويات ممتازة في بطولة أوروبا الأخيرة والتصفيات الأوروبية، ويمتلك لاعبين جودتهم عالية.
ولكن منتخب تونس لن يكون بالفريق السهل وقد يستطيع الصمود والظفر ولو بنقطة من هذه المباراة لتفتح له بابا ليتأهل منه إلى الدور الثاني.
وبعد الدانمارك يواجه المنتخب التونسي أستراليا في مباراة متكافئة المستوى، وستكون فرصته الأخيرة في حال أراد مواصلة المشوار في البطولة لأن المباراة الأخيرة في دور المجموعات أمام فرنسا ستكون صعبة وتحقيق نتيجة إيجابية أمام أبطال العالم سيكون شبه مستحيل.
في الخلاصة، الآمال قائمة والمهمة صعبة وليست مستحيلة.
المغرب في المجموعة السادسة
المنتخب الأخير هو المغرب الذي يرشحه أغلب الخبراء إلى العبور للدور الثاني والاستمرار أكثر في البطولة نظرا لكوكبة اللاعبين المحترفين في أفضل النوادي الأوروبية والعربية التي يضمها الفريق.
غير أن المجموعة السادسة التي يلعب فيها منتخب “أسود الأطلس” تضم بلجيكا وكندا وكرواتيا.
مباراة المغرب الأولى ستكون ضد منتخب كرواتيا وصيف مونديال روسيا 2018، الذي تراجع مستواه الفترة الأخيرة ولم يترك بصمة في آخر “يورو” كما أن لاعبيه الذين كانوا نواة إنجاز المونديال الروسي إما تقدموا في السن أو اعتزلوا، وبمعنى آخر المنتخب المغربي قادر على تحقيق نتيجة إيجابية ضده.
المباراة الثانية ستكون نارية وصعبة جدا للمنتخب المغربي ضد منتخب “الشياطين الحمر” البطل غير المتوج وصاحب المركز الثالث بمونديال روسيا والذي يضم كوكبة من اللاعبين يعدون الأفضل في العالم، ولهذا ستكون مهمة المنتخب العربي شاقة وصعبة.
ضد منتخب كندا الذي تصدر تصفيات أميركا الشمالية والكونكاكاف المونديالية، يلعب منتخب المغرب من دون عقدة نقص لأن تاريخ “الأسود” كرويا أكبر بكثير من كندا وقد يحققوا المطلوب في هذه المباراة ويعبرون منها نحو الدور الثاني.
المصدر : الجزيرة