غوتيريش يدق “ناقوس الخطر” ويدعو إلى “دعم دولي كثيف” للصومال


دق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، “ناقوس الخطر”، ودعا إلى “دعم دولي كثيف” للصومال خلال زيارته لهذا البلد، الواقع في منطقة القرن الإفريقي، والذي يعاني من تمرد مسلح وجفاف غير مسبوق.

وقال غوتيريش خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود: “أنا هنا أيضا لأدق ناقوس الخطر حول الحاجة إلى دعم دولي كثيف لتعزيز قدرات الصومال الأمنية، ودعم إنساني كثيف لتحقيق استقرار وتنمية هذا البلد الذي يواجه صعوبات”.

وسيجري غوتيريش، الذي سبق أن زار الصومال في آذار/مارس 2017، محادثات مع قادة سياسيين وسيزور مخيما للنازحين، وفق ما أوردت تقارير صحافية محلية.

ويقوم غوتيريش بزيارته في وقت تعاني البلاد من جفاف كارثي أوصل الكثيرين إلى شفير المجاعة، فيما تتصدى الحكومة لحركة تمرد مسلحة دامية.

وأطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع 2,6 مليار دولار لتقديم مساعدة إنسانية للسكان، غير أنها لم تجمع حتى الآن سوى 13% من الأموال الضرورية.

وأدت 5 مواسم مطر كارثية على التوالي في بعض أنحاء الصومال كما في كينيا وإثيوبيا إلى أسوأ جفاف في المنطقة منذ 4 عقود، وهلكت المواشي والمزروعات وغادر ما لا يقل عن 1,7 مليون شخص ديارهم بحثا عن الطعام والماء.

وتقدر الأمم المتحدة أن نحو نصف السكان سيحتاجون إلى مساعدة إنسانية هذه السنة إذ طال الجفاف 8,3 مليون نسمة.

وقال منسق الأمم المتحدة للصومال آدم عبد الملا الأسبوع الماضي في جنيف إن “الأزمة لم تنته بعد، الحاجات لا تزال كبيرة وطارئة”، محذرا من أن “بعض المناطق الأكثر تضررا لا تزال تواجه خطر المجاعة”.

وأشار إلى أن فيضانات ناتجة عن الأمطار الموسمية تسببت في آذار/مارس بمقتل 21 شخصا ونزوح أكثر من مئة ألف، مشيرا إلى أن الأمطار قد لا تكون كافية لتحسين وضع الأمن الغذائي مستقبلا.

هجوم على حركة الشباب

وسبق أن شهدت الصومال مجاعة عام 2011 أودت بـ260 ألف شخص أكثر من نصفهم أطفال دون السادسة من العمر، حملت الأمم المتحدة مسؤوليتها جزئيا إلى الأسرة الدولية لعدم تحركها بالسرعة المطلوبة.

وحذرت دراسة نشرتها وزارة الصحة الصومالية ومنظمة الصحة العالمية ووكالة يونيسف الأممية في آذار/مارس بأن عواقب الجفاف في الصومال قد تتسبب بمقتل ما بين 18100 و34200 شخصا خلال الأشهر الستة الأولى من السنة.

كما تعاني الصومال، إحدى أفقر دول العالم، من عقود من الحرب الأهلية والعنف السياسي وتمرد دام تشنه حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة.

وتوعد الرئيس حسن الشيخ محمود، الذي عاد إلى السلطة في أيار/مايو 2022، المسلحين العام الماضي بـ”حرب شاملة” وأرسل قوات في أيلول/سبتمبر لدعم انتفاضة تخوضها ميليشيات من العشائر المحلية في وسط البلاد ضد المقاتلين.

واستعاد الجيش الصومالي وميليشيات العشائر في الأشهر الأخيرة مناطق عدة من حركة الشباب في العملية التي نفّذت بإسناد جوي من القوات الأميركية وبمؤازرة قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال.

وأعلنت الحكومة في نهاية آذار/مارس مقتل أكثر من 3000 من مسلحي الشباب منذ بدء الهجوم، كما أفادت وزارة الإعلام عن “تحرير” سبعين مدينة وقرية من المسلحين الذين يخوضون حركة تمرد منذ 2007 ضد الحكومة الفدرالية المدعومة من الأسرة الدولية.

وترد حركة الشباب في غالب الأحيان بشن اعتداءات دامية تظهر قدرتها على توجيه ضربات داخل المدن وعلى منشآت عسكرية صومالية وأهداف مدنية وسياسية وعسكرية بالرغم من تقدم القوات الحكومية.

وأفاد غوتيريش في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي في شباط/فبراير بأن العام 2022 سجل أكبر حصيلة من الضحايا المدنيين منذ 2017 ولا سيما نتيجة تزايد هجمات حركة الشباب.

اضغط للقراءة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى