“صدّام المصري” يروي قصته: هكذا صمدت 7 أيام تحت الماء
“أمل صدّام تحقق”.. بهذه الكلمات أعرب المصري صدام كيلاني عن سعادته بتحطيم رقم قياسي لأطول مدة للغطس تحت الماء، وصلت إلى 145 ساعة كاملة.
صدام كيلاني البالغ من العمر 32 عاما، قضى آخر 8 سنوات من حياته في ممارسة الغطس تحت الماء، على أمل تحقيق الرقم القياسي.
وقال صدام في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لقد كان أملا وتحقق، تمكنت من تنفيذ ما أتدرب عليه منذ 8 سنوات متتالية، الآن لا أستطيع الحديث بشكل مفصل، بالكاد يمكنني الضغط على أزرار الهاتف لأرسل الرسائل، لكن بداخلي ما هو أكبر من ذلك، بداخلي أدرك الآن أنني أصبحت الغطاس صاحب الرقم القياسي عالميا من حيث مدة البقاء تحت الماء”.
ويعيش صدام منذ سنوات في مدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء، حيث الطبيعة الخلابة، بعد نشأته في محافظة الإسماعيلية غير البعيدة عن المكان، لكن اكتشافه موهبته في الغطس تحت الماء، وحبه للسباحة جعل من المكان موطنه الأساسي، الذي عرفه المصريون ووسائل الإعلام المحلية من خلاله.
ويشير الشاب المصري إلى أن قراره بالغطس لم يكن وليد لحظة، إذ بدأه كهواية قبل نحو 8 سنوات، ووصل إلى مستوى عال من الكفاءة بسبب التدريب المستمر.
وفي إحدى المرات، قضى نحو 120 ساعة تحت الماء، مما جعله مستعدا للقيام بالتجربة مرة أخرى وكسر الرقم القياسي المسجل لغطاس تركي-قبرصي، بـ142 ساعة.لوحة تحت الماء
وأوضحت ندى، مديرة الطاقم المشرف على عمل صدام والغطاسة في مدينة دهب هي الأخرى، أن بقاء صدام تحت الماء لمدة 7 أيام تطلب وجود نحو 50 شخصا من غطاسين، وأطباء، وعاملين، ومساعدين وغيرهم، مشيرة إلى أن تلك “الغطسة” كانت تستهدف رقمين قياسيين وليس واحدا.
المفاجأة هنا، كانت ما دار تحت الأعماق وروته ندى لموقع “سكاي نيوز عربية”، حيث تمكنوا من تحقيق رقم قياسي آخر وهو “أكبر لوحة مرسومة تحت الماء”، التي تستخدم المخلفات البحرية بهدف إزالتها بشكل تام، وهو مشروع آخر يحرص الغطاسون في المدينة السياحية “دهب” على تنفيذه من وقت إلى آخر.
وأعربت ندى عن شكرها لأهالي المدينة، الذين قرروا أن يشاركوهم الفرحة بخروج صدام في وقت يسمح له الاحتفال معهم بعد تمكنه من تحقيق الرقم القياسي، حيث كان من المفترض أن يسجل رقما قياسيا يصل إلى 150 ساعة تحت المياه، إلا أنه تقرر تقليل 5 ساعات.
وتشير ندى إلى أن 3 مواعيد كانت محتملة لخروج صدام من تحت الماء، قائلة: “كان من الممكن أن نظل يوما إضافيا ونسجل رقما قياسيا يصل إلى 165 ساعة، وهو غير مطلوب من الأساس ولن يتم الاستفادة منه، أو أن يتم الخروج في وقت الظهيرة على سبيل المثال، فيمكن لأهالي دهب مشاركة الطاقم بالكامل الفرحة، وهو ما تم بالفعل بعد خروج صدام مباشرة”.
يذكر أن ندى عملت أيضا كخبيرة للتغذية تحت الماء، وقد ساعدها التدريب على مدار الفترات الماضية على استحداث عدة معدات تساعد على الأكل والشرب لفترات طويلة.
وأوضحت: “استخدمنا عبوات مخصصة لمثل هذا الأمر مع برنامج غذائي يعتمد على الفيتامينات، التي تقلل خروج الريح والإخراجات، إلى جانب ذلك كان هناك كل شيء من الممكن أن يتمتع به الشخص في حياته الطبيعية”.
وحصل صدام أيضا على ألعاب يسلي بها نفسه تحت الماء كالشطرنج المصنوع خصيصا، و”الدومينو”، بالإضافة إلى بعض الأحمال الثقيلة نسبيا التي كان يستخدمها من أجل تحريك عضلاته تحت الماء.
العودة للحياة الطبيعية
واليوم يمكن لصدام النظر إلى الهاتف مرة أخرى بعد استشارة الأطباء، يلمسه يتصفح بعض الصور التي التقطوها تحت الماء مستخدمين عدة كاميرات بهدف توثيق الرقم القياسي وإرسال كل المادة إلى موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية لتسجيله رسميا، ليظهر صدام فيها وهو يضحك، ويبتسم، والأهم أنه سيتم تكريمه من الدولة من خلال محافظة جنوب سيناء.
صدام وندى يأملان أن يشكل ذلك مثالا على الإرادة، فالبقاء 7 أيام تحت الماء لم يكن مقصودا منه الاستعراض، لكن التأكيد على أن الشاب المصري “يستطيع تحقيق شيء مفيد لبلده”، وأن يجذب السياح لرؤية الغطاس الذي استمر كل هذه الفترة تحت الماء وما زال بخير.
كما يأملان في مزيد من التدريب والتأهيل لبقية الغطاسين، للوصول إلى مستوى احترافي.
والآن، تستعد موسعة غينيس لإعلان رقم قياسي جديد للغطس تحت الماء، بعد آخر عنيد كان عصيا على التغيير لمدة عامين متتاليين، حيث سجلت المنظمة عام 2018 أطول فترة غوص في المياه المفتوحة لمدة قاربت 142 ساعة و42 دقيقة.
سكاي نيوز