كورونا والحواس الخمس.. كيف يتأثر الشم والذوق والسمع والبصر واللمس؟

كيف يؤثر فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 على الحواس الخمس؟ وما آخر المعطيات عن مضاعفاته على حواس الشم والتذوق والسمع والبصر واللمس؟ الجواب هنا.

1- حاسة الشم
الاسم العلمي لفقدان حاسة الشم هو (Hyposmia)، ووفقا لدراسة فإن فقدان هذه الحاسة 4 روائح قد تشير إلى الإصابة بفيروس كورونا المستجد، واسمه العلمي “سارس كوف 2”.

وشملت الدراسة 590 مشاركا عبر منصة على الإنترنت، وأجابوا عن أسئلة حول فقدان الشم والتذوق والأعراض الأخرى المرتبطة بكوفيد-19، ونشرت في مجلة “بلوس ميديسن” (PLOS Medicine).

ووجد الباحثون عامة أن الأشخاص الذين يلاحظون فقدانا في قدرتهم على شم روائح: الثوم، البصل، القهوة، العطور، يجب أن يعزلوا أنفسهم ويطلبوا الخضوع لفحص للكشف عن فيروس كورونا.

ويعد فقدان حاسة الشم من أولى علامات مرض كوفيد-19، وكل مصاب تقريبا يعاني من درجة معينة من فقدان حاسة الشم، وذلك وفقا لموقع بن ميديسين Penn Medicine، وهي هيئة بحثية بجامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة.

وتستطيع الفيروسات، ومنها كورونا، التأثير على حاسة الشم، لأنها تدخل الخلايا المرتبطة بحاسة الشم وتتلفها.

ووفقا لبن ميديسين تظهر الدراسات التي تجرى بجامعة بنسلفانيا، بالتعاون مع مؤسسات أخرى، أنه في غضون أسبوعين إلى 4 أربعة أسابيع، تعود حاسة الشم لدى معظم الناس الذين أصيبوا بفيروس كورونا، رغم أنها لا تصل في ذلك الوقت إلى المستوى الذي كانت عليه من قبل.

وسوف يعاني حوالي 25% أو أكثر ممن يتعرضون لفقدان حاسة الشم على المدى الطويل. ويضيف الموقع أنه “لا نعرف على وجه اليقين” ما إذا كانت فقدان حاسة الشم سيكون بصفة دائمة، لكن هذا ممكن في كثير من الحالات.

ويوضح الرسم أسفل 9 من أبرز أعراض فيروس كورونا،


2- حاسة الذوق
تشير معطيات إلى أن فيروس كورونا قد يؤدي إلى فقدان حاسة الذوق، واسمه العلمي (Hypogeusia)، ووفق دراسة نشرت في مجلة “بلوس وان” (PLOS ONE) العلمية، وشملت 24 ألفا و410 أشخاص أصيبوا بفيروس كورونا، كانت نسبة المعاناة من فقدان هذه الحاسة 4%.

ووفقا لتقرير حالة منشور (Case report) في مجلة بي إم جي (The BMJ) الطبية تحت عنوان “فقدان حاسة الذوق كعرض أولي لكوفيد-19” (Hypogeusia as the initial presenting symptom of COVID-19)، تحدث الباحثون عن حالة امرأة، تبلغ 59 عاما، تعاني من أعراض أولية لاضطراب حاسة الذوق قبل إصابة الجهاز التنفسي.

وقال الباحثون إنه قبل ما يقرب من أسبوع من دخول المريضة للمستشفى، بدأت تعاني من انخفاض طفيف في الشهية، وتشتكي من أن الأطعمة -التي كانت تستمع بها- أصبح طعمها ضعيفا ومعدنيا.

ويوضح الرسم أسفل بعض الفروقات بين أعراض فيروس كورونا ونزلة البرد “الزكام” والإنفلونزا.

حاسة السمع
حذر أطباء من أن فقدان السمع المفاجئ والدائم، رغم ندرته، قد يكون مرتبطا بفيروس كورونا لدى البعض، حيث تم الإبلاغ عن “أول حالة” بريطانية في مجلة “بي إم جي”. وأضيف هذا التأثير الجانبي المحتمل للإصابة بكوفيد-19 إلى الأعراض المتعددة للوباء، بحسب المجلة.

وذكر المختصون -وفق تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية نقلته دويتشه فيلله- أنه رغم الدراسات الكبيرة حول كوفيد-19 والأعراض المختلفة المرتبطة بالفيروس “هناك نقص في النقاش حول العلاقة بين كوفيد-19 والسمع”. ودعوا إلى إجراء فحص لفقدان السمع بالمستشفى، بما في ذلك العناية المركزة، حيث يتم تجاوزها بسهولة، للسماح بالعلاج السريع بالستيرويدات التي توفر أفضل فرصة لاستعادة السمع.

وحتى الآن، تم الإبلاغ عن عدد قليل من الحالات الأخرى المرتبطة بفقدان السمع نتيجة الإصابة بكوفيد-19، حيث لم يتم رصد أي حالة في المملكة المتحدة، وفقا لهؤلاء المتخصصين.

ويلاحظ أخصائيو الأذن والأنف والحنجرة غالبا ضعف السمع المفاجئ، بمعدل 5 إلى 160 حالة لكل 100 ألف حالة كل عام. ولم تتضح الأسباب، غير أن هذا النقص الحسي قد يكون مرده، مثلا، انسداد الأوعية الدموية، ولكن بعد عدوى فيروسية، مثل الإنفلونزا أو فيروسات الهربس.

ووصف معدو التقرير حالة شخص يبلغ 45 عاما مصاب بالربو ويعالج من الإصابة بفيروس كورونا بمستشفياتهم. وتم تركيب جهاز التنفس الصناعي له بالعناية المركزة لأنه كان يعاني من صعوبة في التنفس، وبدأ بالتحسن بعد تلقيه علاج ريمديسفير والستيرويدات الوريدية وبلازما الدم.

وبعد أسبوع من نزع أنبوب التنفس وخروجه من الإنعاش، شعر بطنين غير طبيعي في أذنه اليسرى وأعقبه فقدان مفاجئ للسمع. وتبين، بعد الفحص، أن قنوات أذنه غير مسدودة وليست ملتهبة وطبلة أذنه سليمة. وهو ما أكده اختبار لفقدان السمع في أذنه اليسرى الذي تعافى منه جزئيا فقط بعد العلاج بالكورتيكوستيرويد.

وتم استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى، مثل الإنفلونزا أو فيروس نقص المناعة أو التهاب المفاصل الروماتويدي، وخلص الأطباء إلى أن فقدان السمع مرتبط بالوباء.

وتم الإبلاغ في تايلند عن أول حالة لفقدان السمع أشير فيها إلى كوفيد-19 وحده في أبريل/نيسان 2020. ورصد فيروس كورونا -وهو مرتبط بنوع معين من الخلايا المبطنة للرئتين- في خلايا مماثلة في الأذن.

ويؤدي هذا الفيروس أيضا إلى حدوث التهاب وزيادة في المواد (السيتوكينات) المؤدية إلى فقدان السمع، وفق ما أوضح معدو الدراسة.

حاسة البصر
يعتقد أن هناك تأثيرات محتملة لفيروس كورونا على العين وحاسة البصر، ففي حالات نادرة يمكن أن يسبب فيروس كورونا عدوى بالعين تسمى التهاب الملتحمة.

والملتحمة غشاء شفاف يغطي بياض العين من الخارج ويبطن الجفون من الداخل، وهي تساعد في ترطيب العين عبر إفراز مواد مخاطية ودمعية، كما يساهم في منع البكتيريا من دخولها.

وعند التهاب الملتحمة يتحول لونها إلى الوردي أو الأحمر. وتشمل الأعراض احمرار وتهيج الملتحمة وشعور المصاب بشيء كالرمل أسفل الجفون عندما يرمش بعينيه، وظهور إفرازات.

وتختفي العديد من أشكال التهاب الملتحمة بالعلاجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية في غضون أسبوع إلى أسبوعين.

ويمكن أن يجعل التهاب الملتحمة الفيروسي العين تدمع وشعور الشخص بعدم الراحة، بدلا من الشعور بالألم.

ومع أن التهاب الملتحمة لا يؤثر عادة بشكل كبير على البصر، ولكن إذا تأثر البؤبؤ والقزحية (الجزء الملون من العين) فقد تحدث بعض الضبابية في الرؤية.

ولذلك فإن التهاب الملتحمة، وما يتبعه من أعراض، قد يؤثر على الرؤية، وينصح المصابون بكورونا بالقيادة بحذر أو عدم القيادة على الإطلاق إذا كان هناك ضعف أو تشويش كبير في الرؤية.

حاسة اللمس
لا توجد معلومات كثيرة حول تأثير فيروس كورونا على حاسة اللمس، ولكن المعطيات المتوافرة تشير إلى احتمال تأثير الفيروس على هذه الحاسة، وتسببه بتقليل شعور الشخص بحاسة اللمس “نقص الحس” (Hypoesthesia) أو حصول شعور بالخدران (Paresthesia).

ففي تقرير حالة لم يخضع لمراجعة الأقران (الفحص والمراجعة من علماء وباحثين آخرين) عن الأعراض العصبية مع عدوى كوفيد-19، تحدث التقرير عن حالة امرأة في سن 31 عاما ظهرت عليها مظاهر عصبية بدون الحمى والسعال والشعور بالغثيان. ولم يكن لديها أمراض سابقة معروفة. وبدأت الأعراض مع صداع حارق. اليوم الثاني عانت المريضة من خدران في النصف الأيسر من الوجه والذراع الأيسر، وبعد حوالي 6 ساعات امتد الخدران إلى الساق اليسرى.

تم إدخال المريضة إلى المستشفى بعد ازدياد الخدران، وتم إجراء فحص لها وتبين أنها مصابة بفيروس كورونا.

وفي اليوم الثالث، خرجت المريضة إلى المنزل بأعراض سريرية مستقرة. ولكن لمدة 3 أسابيع كان هناك تراجع في حاسة اللمس “نقص الحس” وخدران في الجانب الأيسر من الوجه.

تقرير آخر منشور في مجلة “علم الأعصاب: علم المناعة العصبية والتهاب الأعصاب” (Neurology: Neuroimmunology & Neuroinflammation) تحدث عن حالة امرأة تبلغ 69 عاما، كانت تتمتع بصحة جيدة. وراجعت العيادة مصابة بألم في العنق واختلال في التوازن وضعف حركي وتنميل في اليد اليسرى، والذي استمر لمدة 7 أيام. وقبل 8 أيام من ظهور هذه الأعراض، كانت تعاني من الحمى والسعال الجاف.

وأظهر الفحص العصبي نقص الحس في الجانب الأيمن من الوجه واليد اليسرى، وتم إجراء مسحة للبلعوم لفيروس كورونا وكانت النتيجة إيجابية.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية + دويتشه فيله + مواقع إلكترونية + وكالات

اضغط للقراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى